هل سبق لك أن بدأت شيئًا بحماس…

خطة جديدة، عادة صحية، مشروع، أو حتى دورة تدريبية، ثم… اختفى كل شيء فجأة؟

لا تقلق، أنت لست وحدك.

معظم الناس لا يواجهون مشكلة في البدء، بل في الاستمرار.

الالتزام ليس رغبة… بل استراتيجية

كثيرون يظنون أن من يلتزم يمتلك إرادة خارقة، لكن الحقيقة أن الناجحين يخططون للثبات كما يخططون للانطلاق.

• الملتزم لا يعتمد على الحماس، بل على الأنظمة.
• لا ينتظر المزاج… بل يعتمد على الروتين.
• لا يرى نفسه كسجين هدف… بل كصانع عادة.

قصة من الواقع: الجداول التي أنقذتني

سارة، شابة شاركت في ورشة تمكين قبل عامين، أخبرتني أنها كانت تعاني من التسويف دائمًا.

كل مرة تبدأ دورة أو قراءة كتاب، تتوقف بعد أسبوعين.

قالت لي:

“كنت أظن أنني كسولة، لكن اتضح أنني فقط بلا خطة. بمجرد ما كتبت جدولاً أسبوعيًا بسيطًا، والتزمت بـ 20 دقيقة فقط يوميًا، بدأت أنجز أكثر مما أنجزته في شهور.”

بعد 6 أشهر فقط، كانت قد أكملت 3 دورات، قرأت 5 كتب، وأطلقت مشروعها الأول.

لماذا نفشل في الاستمرار؟ أهم الأسباب:

1. غياب المعنى: نفعل الشيء فقط لأننا سمعنا أنه جيد… لا لأنه متصل بهدف حقيقي لنا.
2. المثالية الزائدة: نريد أن نلتزم 100% أو لا شيء.
3. عدم وجود بيئة داعمة: ما حولك إما يدفعك… أو يسحبك للخلف.
4. تشتّت الأهداف: نبدأ 4 أشياء في وقت واحد، فلا نكمل أيًا منها.

خطوات بسيطة للالتزام الذكي:

1. ابدأ بهدف صغير وواضح: مثال: “أدرس 15 دقيقة يوميًا”
2. اكتب السبب العاطفي: لماذا تريد أن تلتزم؟ ما الذي سيمنحك إياه؟
3. اجعل الالتزام سهلاً: لا تعتمد على الحافز… بل على التكرار.
4. تابع تقدمك يوميًا: حتى لو بعلامة ✓ في دفتر أو تطبيق.
5. كافئ نفسك على الثبات: لا تنتظر النجاح الكبير، احتفل بالاستمرار.

تمرين عملي: “ورقة الالتزام”

اطبع أو اكتب يدويًا جدولًا من 7 أيام، واختر عادة أو هدفًا واحدًا فقط.

كل يوم أنجزه، ضع علامة ✓.

وفي نهاية الأسبوع، قيّم نفسك بصراحة: ما الذي ساعدك؟ ما الذي أعاقك؟

أعد التكرار للأسبوع التالي.

إشارة قرآنية:

قال تعالى:

“وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا”

[العنكبوت: 69]

النتائج لا تُمنح صدفة، بل تُعطى لمن يثبت ويصبر ويجتهد…

حتى في طريق التغيير الشخصي، الاستمرار هو باب الهداية.

ختام المقال

النجاح ليس لمن يبدأ أولًا… بل لمن لا يتوقف.

لا تبحث عن الوصفة المثالية… بل عن خطوة واحدة تكررها بذكاء.

دعوة للتفاعل:

هل واجهت صعوبة في الاستمرار بشيء كنت متحمسًا له؟

شاركنا تجربتك أو نصيحتك في التعليقات. قد تكون كلماتك نقطة تحوّل لشخص آخر يبحث عن طريقة للثبات.